مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/18/2021 08:37:00 م

محمود نصر .. الجوهرة الإبداعية لمسلسل ٦٠ دقيقة


  1. محمود نصر .. الجوهرة الإبداعية لمسلسل ٦٠ دقيقة - شهد بكر
    محمود نصر .. الجوهرة الإبداعية لمسلسل ٦٠ دقيقة
    تصميم الصورة محمد جهاد بكر  

اسمٌ غنيٌّ عن التعريف في عالم الفن و التمثيل .

نجمُ السويداء السوريّة الساطع و المتألّق ، لفت الأنظار إليه بعد الشخصيات التي أبدع بها و معها عبر مسيرته الفنيّة ، بما تركته في نفس المشاهد آثار و مشاعر و أفكار عميقة ، حقيقيّة ، إنسانيّة .. لا يمكن تجسيدها مع أيِّ ممثلٍ آخر ..

.. اليوم ..

ممثلنا الفريد يضع بصمته الكونيّة على العالم العربي كله ، و ذلك بعد تشرّبه للهجة المصريّة ، و أداء دور خاص في مسلسل

 " ٦٠ دقيقة " ..

 ***

صنّاع العمل :

• المسلسل من إخراج " مريم أحمدي " 

• كتابة سيناريو " محمد هشام عبية " 

• بطولة " محمود نصر " و " ياسمين رئيس " و " سوسن بدر " و العديد من النجوم  ..

***

 حكاية دراسيّة للمسلسل : 

تبدأ اللقطة الأولى مع امرأة و هي ترتدي لباساً أحمراً خاصاً بحكم " الإعدام " ..

ترتجف ، بنظراتٍ مرتعشةٍ خائفة ، تحاول البحث عن مفرٍ ما ، مهربٍ ما ..

ليتجوّل السؤال التالي في عقل المشاهد :

《ما هي الجريمة ؟! 》

ليأتي الجواب مع تتمة المشهد ، أنَّ " ياسمين " قتلت زوجها " أدهم " ، و تطلب طلباً غريباً من هيئة تنفيذ الحكم ، و في هذه الأثناء نعرف خلال تسع حلقات سبب وجودها مع الملابس الحمراء .. و طلب الطلاق من زوجها المقتول !!

و هنا تبدأ الحكاية .. و تنطلق المغامرة التي سيغوص بها المشاهد لمعرفة سبب وقوع الجريمة و طريقتها ..

تدور أحداث المسلسل حول| طبيبٍ نفسي| و في ذات الوقت أستاذ جامعي اسمه " أدهم نور الدين " .

متزوجٌ من صيدلانيّة لطيفة و ذكية تُدعى " ياسمين " .

طبيبٌ ناجحٌ و وسيم ، شابٌ قد تجاوز كل أساتذته و الأطباء الأكبر منه سناً و خبرةً ..

 و وصل إلى قمةٍ أعلى ، هذا ما يجعل التهم الكبيرة تنصبُّ على عاتق سمعته و عمله ، إلا أنه يبقى ثابتاً ، واثقاً من نفسه رغم كلِّ الزعزعة التي تحدث حول عالمه .

كان دائم الدفاع عن نفسه و عن مهنة الطب النفسي ، و بأنَّ ما يحدث ليس سوى مؤامرة لتشويه مكانته و مكانة المهنة ...

و بعد سلسلةٍ مشوّقة و غامضة من الأحداث و التي تجعل| العقل| يغوص مع أسئلةٍ و إشاراتِ استفهامٍ كثيرة ، و القلب ينتفض مع كلِّ دقةٍ .. و يخشى من القادم ..

قام المسلسل " ٦٠ دقيقة " بتسليط الأضواء على الأماكن المعتمة ، و القضايا المجتمعيّة التي تجعل من الإنسان مضطرب النفسيّة ، مختل العقل و الوعي ..

هذا المسلسل العميق ، لا يريد نقل صورة خاطئة عن الطب النفسي .. بل هنالك أهداف وراء كل حدث و كل كلمة و كل شخصيّة .. 

تُختصر تلك الأهداف في أنهم جميعهم ..

" ياسمين " ، " والدة أدهم " ، " ابن أدهم "  و جميع الشخصيات ..

   مريضين نفسياً ..

و لكنَّ حكم المجتمع و البشر جعلوا من الدكتور " أدهم " ليس فقط مريضاً نفسياً مثلهم ، بل بداخله فجوة و كارثة نفسيّة مدمرة..

شخصيةٌ تميل كلَّ الميل نحو النزعة العدوانيّة ، و عشق| التملك| ، و التلذذ الرهيب بإلحاق الضرر بالآخرين و لو بكلمة أو نظرة .. انتهاءً بالانتحار و التشجيع عليه :

((  في ناس بتشوف دا انتحار .. أنا عن نفسي بشوفه بطولة )) ..

و حال لحظة الاعتراف و الحقيقة و فك جميع الألغاز ..

تظهر " ياسمين " و هي جالسة مع " أدهم " تستمع إليه و إلى أفكاره المرضيّة حول التبرير لكل ما فعله من خطايا .. بعد أن وظفت قدراتها الاستخباراتيّة لكشف حقيقته ..

و في لحظةٍ ما .. و بعد استفزازٍ رهيب .. تضربه بقوةٍ كبرى على رأسه ضرباتٍ كثيرة ، متوالية ، متفقة مع بعضها على أن تخرج من صميم الكره .. و كأنها تنتقم من تلك الأفكار و الهواجس التي زُرعت ضمن هذا الرأس المريض ..

***

محمود نصر .. كينونة التميّز :

جميع المتعاونون بهذا المسلسل لهم مكانهم الخاص ، لكن من شدَّ انتباه الجمهور إليه ، كان شخصاً ولد من رحم جوهرة الاستثناء ، فالإبداع و الإتقان مصطلحان عنوانهما كلمتان ..

" محمود نصر " 

لأنه من المستحيل التمييز ما إذا كان هذا الممثل تعود أصوله إلى| مصر الحبيبة| أم لا .

الجدير بالذكر أنَّ " النصر " كان على تحدٍ تام مع ذاته ، و جميع المشاهدين الذين ترقبوا هذه الخطوة ، لننصدم لاحقاً أنه لم يتقن اللهجة فقط ، بل عاش معها ، و قبلت صداقته القويّة ، و ظهر ذلك مع كل تعبير أو إيماءاة أو همسة قام بها لتقمّص الشخصيّة بطريقةٍ استثنائيّة ، مخترقاً الخطوط الحمراء الممنوعة ، منصهراً باندماجٍ كوني مع تناقضيّة و زلزال نفسيّة الدكتور أدهم .

في الحقيقة ، " النصر " عودنا على نقل أيِّ دورٍ بذكاء عالٍ و مفرط الابتكار ..

و رغم الشخصية الرماديّة و الضبابيّة .. بل و السرابيّة أيضاً ..

استطاع أن يصل إلى قلوبنا ، و اللعب على أوتار مشاعرنا ، مع كل مشهد أو حوار أو حدث ..

و يوقع المشاهد في حيرة تامة .. هل هو شخصٌ طبيعي ؟!

هل هو حقاً فارسٌ هاربٌ من الروايات و الأفلام إلى صراع الواقع ؟!

***

مقولات مميزة : 

- من حق أي حد يروح لدكتور نفسي .. دي مش تهمة .

- إذا قدرت تسبق دماغ شخص بخطوة فأنت دلوقتي بس قادر تهيئه للعلاج .

- التفكير : هو عدو الإنسان الأول و لن يحدث أي تغيير في| سلوك المريض| إلا إذا تغيرت طريقة تفكيره .

- الدكتور الشاطر ، طول ما هو في العيادة ، البانطو الأبيض بتاعو لازم يفضل أبيض و نظيف ، ممكن يتوسخ طبعاً ، بس الشطارة انو لغاية ما يتغسل ، الناس ما تشوفش الوساخة دي .

- التفكير الزايد ببوظ سعات حاجات كتير حلوة .


بقلم: شهد بكر 💙

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.